المرونة النفسية في بيئة العمل | ماهيتها وكيفية بنائها

“التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في الحياة”.. كان من الممكن أن نختلف منذ عقود على تلك المقولة، لكن مع مرور الوقت فإنها تواصل إثبات صحتها، نظرًا لما نواجهه من تغيرات مستمرة وأزمات مفاجئة.. ففي الماضي كانت هناك صورة نمطية للوظائف والأنشطة التجارية وحتى لطرق وأساليب العمل، لكن الآن، نشهد تغيرًا جذريًا حولنا؛ فكل يوم يظهر تحدي جديد يُغير من طبيعة سوق العمل ومتطلباته.

فعلى سبيل المثال، قد تكون أنشأت للتو نشاطك التجاري الجديد، لديك فريق مفعم بالحماسة، تمتلك قاعدة لا بأس بها من العملاء، هناك خطط واعدة قيد التنفيذ. لكن فجأة.. تستيقظ من النوم على خبر وجود أزمة عالمية تغير من موازين الكون، وبحيث يصبح البقاء في المنزل أمر طارئ، ينتقل التواصل مع الآخرين إلى شاشات أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة، وقد أصبح العالم فجأة يعتمد على التكنولوجيا في كل شيء.. حرفيًا كل شيء. كيف تشعر الآن؟ قد تكون كلمة “متوتر” مناسبة، لكن هل ستجعل هذا التوتر يسيطر عليك؟

بالطبع لا!

فيجب أن تكون على يقين دائم بأننا معرضون للأزمات والتحديات في أي وقت، وللمرور من تلك الأوقات الصعبة بآمان يجب أن تمتلك “مرونة نفسية” تساعدك على مواجهة تلك الأزمات بصلابة.. دعنا نتعرف على فحواها وكيفية امتلاكها مع “بووست”!

ما هي المرونة النفسية؟

عرّف بعضًا من أشهر علماء النفس والمؤلفين المرونة النفسية أنها:

  • “المرونة أو الصلابة هي القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة عندما تقدم الحياة ما لا يمكن التنبؤ به.” سلفاتوري ر. مادي، عالم نفسي ومؤلف.
  • “المرونة هي القدرة على العودة من الشدائد والتكيف معها بنجاح.” نان هندرسون، مؤلف.
  • “المرونة ليست مهارة واحدة. إنها مجموعة متنوعة من المهارات وآليات التكيف. للارتداد من الشدائد، فيجب عليك التركيز على الإيجابيات “. جان تشاتسكي، صحفي مالي ومؤلف.

والآن تعرفوا معنا على 4 نصائح حول كيفية بناء المرونة في الأوقات الصعبة:

1- تحدث عن الأمر:

من أفضل الطرق للتعامل مع الأزمات هي التحدث مع الآخرين.

حيث أظهر بحث أجرته جمعية الصحة العقلية بولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية أن التحدث مع شخص آخر خلال الأوقات الصعبة يعزز المرونة.

وهناك بالفعل العديد من العوامل التي يمكن أن تعوق المرونة، مثل العمل في بيئات غير داعمة، نقص الاتصال بين الآخرين، وعدم الاعتناء بأنفسنا جسديًا وعاطفيًا.

2- ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها:

غالبًا ما نقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن الأشخاص والمواقف التي لا يمكننا السيطرة عليها. لكن إذا قررنا التركيز على ما يمكننا السيطرة عليه والتحكم فيه؛ أي الطريقة التي نتصرف ونتفاعل بها مع الأشخاص والمواقف، فسوف نجد أنفسنا نقضي وقتًا أقل بكثير في التقاط الطاقة السلبية والشعور بالتوتر والإرهاق.

3- ساعد واطلب المساعدة:

يخشى الكثير من الأشخاص طلب المساعدة من زملائهم بالعمل خوفًا من أن يبدون غير مستقرين أو ضعفاء، لكن هذا خاطئ تمامًا!

فإن الاستماع إلى الآخرين بدون إصدار أحكام وتقديم المساعدة للأشخاص الذين تشعر بأنهم بحاجة إلى الدعم يؤدي إلى الحد من التوتر في بيئة العمل وبالتالي ينتج عنه التعاون الدائم بين الجميع في الأوقات الصعبة.

4- حافظ على صحتك بدنيًا ونفسيًا:

دائمًا ما نجد أنفسنا منغمسين في جداول الأعمال والمقابلات والمهام التي لا تنتهي، بالإضافة إلى المسؤوليات المنزلية المتعددة، ما يجعلنا ننسى تمامًا التركيز على أنفسنا.. في أوقات الأزمات أنت بحاجة إلى صحتك قبل التركيز على إنهاء مهامك، لذلك تعاون مع فريقك على بناء ثقافة المرونة في بيئة العمل، من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية واليوغا والتشجيع على تناول الأطعمة الصحية المتاحة وتنظيم الاجتماعات عبر الإنترنت لمناقشة المواضيع المرتبطة بالصحة النفسية والبدنية لفريق العمل.

لمزيد من النصائح لامتلاك مهارة المرونة النفسية، ابق على اطلاع بالمواعيد القادمة لدورة “بناء المرونة النفسية” عبر موقعنا الإلكتروني: boostuae.com 
أو من خلال متابعتنا على صفحات التواصل الاجتماعي.

About the author

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *